مواصفات حافلات 2026 بداية من مارس.. وهذه الأجزاء جزائرية!

0
saaaaaaaaaaaaaaa.jpg


يرتقب أن تدخل أولى الحافلات الجديدة السوق الوطنية مطلع شهر مارس المقبل، مزودة بأنظمة حديثة لمراقبة النعاس وكاميرات داخلية وخارجية بزاوية 360 درجة ومراقبة السرعة لضمان أعلى معايير الأمان، فيما ستُصنع الحافلات المحلية مستقبلا بزجاج وحديد وفولاذ وأنظمة فرامل وقطع كهربائية جزائرية المنشأ، على أن تُطرح الدفعة الأولى للحافلات المستوردة بسعر التكلفة في إطار خطة وطنية لتجديد حظيرة النقل وتعزيز الإدماج الصناعي.

كشف رئيس بورصة المناولة والشراكة للغرب الجزائري، رشيد بخشي، في تصريح لـ”الشروق”، عن تفاصيل البرنامج الجديد الخاص بتصنيع واستيراد الحافلات، مؤكدا أن العملية تشكّل منعطفا هاما في مسار تطوير الصناعة الميكانيكية الوطنية، وتأتي في إطار توجه الدولة نحو تجديد حظيرة النقل ودعم الإدماج المحلي لمختلف المكونات.

بخشي لـ”الشروق”: المكابح والعجلات والحديد والفولاذ والأسلاك الكهربائية محليّة الصنع والقائمة مفتوحة

وأوضح بخشي أن البورصة كانت حاضرة بقوة في حفل توقيع عقود تصنيع واستيراد الحافلات الذي نُظّم الخميس الماضي تحت إشراف الوزير الأول، بحضور مؤسسات مناوِلة ومصنّعين وفاعلين في قطاع النقل والصناعة، معتبراً أن تفاعل البورصة في هذا الحدث “أمر طبيعي” بحكم دورها المحوري في مرافقة المشاريع الصناعية ذات الصلة بصناعة المركبات.

وأشار المتحدث إلى أن العملية تزامنت مع تسليم رخص استيراد 10 آلاف حافلة كمرحلة أولى، وهي خطوة أراد من خلالها رئيس الجمهورية والوزير الأول أن تكون إيجابية حتى على الصناعة الجزائرية، حيث تم في هذا الإطار توقيع اتفاقية مرافقة وإدماج لضمان تصنيع الحافلات مستقبلا داخل الوطن.

وقال بخشي إن بورصة المناولة شاركت سابقا في لجنة تطوير الإدماج الوطني في مجال السيارات، وخرجت بنتائج ملموسة تمثلت في إعداد خارطة وطنية للمؤسسات المناولة الناشطة في المجال، مضيفا أن المؤسسات التي حضرت الحفل كانت بمثابة نموذج مصغر عن القدرات الوطنية، بمعدل مؤسستين في كل مجال صناعي، بهدف إبراز فعاليتها في المرحلة المقبلة.

الإجراءات الأولى لفتح الاعتمادات البنكية والتصريحات الجمركية انطلقت رسميا

وكشف رئيس البورصة أن المؤسسة وقّعت مذكرة تفاهم مع ثلاثة مصنعين، وهم شركة أوديف (SNVI سابقا) التابعة لوزارة الدفاع الوطني، شركة تيرصام للآلات الصناعية الخاصة والمركبات والحافلات، شركة بنكبو بولاية الشلف، والتي زارها الوزير الأول ووقف على كفاءتها وجاهزيتها، مشيدا بتكامل المصنع وفق المعايير الدولية.

وأكد بخشي أن هذه المعطيات دفعت السلطات إلى اعتماد هذه الشركات الثلاث لتأطير عملية استيراد الحافلات في المرحلة الأولى، بهدف تلبية الطلب الوطني الملح، على أن تكون الحافلات متوفرة قبل نهاية شهر فيفري وتدخل السوق الوطنية خلال مارس 2026 كأقصى تقدير.

وأوضح أن عملية تطوير الإدماج المحلي لقطع الغيار ستتم تدريجيا، بمشاركة عدد من المؤسسات المناولة التي كانت حاضرة في الملتقى، منها شركات مختصة في صناعة الزجاج (أفريكا فار)، وصناعة الإطارات والقطع الحديدية والفولاذية وأنظمة الفرامل والأسلاك الكهربائية، حيث شاركت ثلاث مؤسسات في هذا المجال تحديداً.

وأضاف بخشي أن السوق مفتوح لجميع المؤسسات الجزائرية الراغبة في الاندماج، مشددا على أن دور بورصة المناولة لا يقتصر على التقريب بين المصنعين، بل يشمل المرافقة، التنظيم، التكوين، مؤكداً: “العمل لا يقوم على العلاقات فقط، بل هو شامل ومنظم”.

كما أشار إلى أن البورصة بصدد إطلاق برامج تكوين جماعية لفائدة المناولين، ضمن خطة مهيكلة لتطوير الكفاءات التقنية والمهنية، مع التركيز على تسهيلات بنكية وإدارية تشجع ولوج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى النشاط الصناعي الفعلي.

وذكّر بخشي بتصريحات رئيس الجمهورية الذي شدد على أن عملية استيراد الحافلات، رغم طابعها الاستعجالي، يجب أن تعود بالفائدة على الصناعة الجزائرية، وأن تكون مقدمة لمرحلة تصنيع حقيقية تشمل إدماج المناولين المحليين في كل سلسلة الإنتاج.

كما أوضح أن دفتر شروط استيراد الحافلات هذه المرة كان أكثر جدية وإلزاماً، إذ فرض إدخال تكنولوجيا حديثة مثل أنظمة إنذار النعاس للسائق، كاميرات داخلية وخارجية بزاوية 360 درجة، مراقبة السرعة، وتهيئة خاصة للحافلات بما يضمن جودة وأمانا أعلى مقارنة بالماضي.

وحسب رئيس بورصة المناولة، يبلغ العدد الإجمالي للحافلات المستوردة في المرحلة الأولى 10 آلاف وحدة، يتقاسمها ثلاثة متعاملين، حيث تنال الشركة الوطنية لتطوير المركبات الصناعية (أوديف) حصة الأسد بـ7 آلاف حافلة، فيما توزع البقية على الشركتين الخاصتين.

وأكد أن التسليم يجب أن يتم قبل نهاية شهر فيفري المقبل، بعد دراسة دقيقة دامت شهراً كاملاً لدفتر الشروط، تخللتها زيارات ميدانية للمصانع واجتماعات تحضيرية مكثفة لضمان الجاهزية التامة.

انطلاق الخطوات الأولى للاستيراد

وشدد بخشي على أن بورصة المناولة تدعم هذا المشروع الاستراتيجي الذي من شأنه تجديد حظيرة الحافلات الوطنية البالغ عددها 84 ألف حافلة، والعمل في الوقت نفسه على تكريس الإدماج المحلي وتشجيع المناولين على الولوج إلى هذا النشاط الواعد.

وتوقّع المتحدث أن تفوق نسب الإدماج المنتظرة ما هو محدد في دفتر الشروط، استناداً إلى حضور المناولين في الملتقى واستعدادهم للمساهمة الفعلية في سلسلة التصنيع، مشيراً إلى أن الدفعة الأولى من الحافلات ستكون بسعر التكلفة، قبل الانتقال لاحقاً إلى مرحلة التصنيع الكامل والإدماج التدريجي.

وختم بالقول إن الترتيبات التقنية والمالية انطلقت فعلاً، من خلال فتح الاعتمادات البنكية والتصريحات الجمركية، بهدف الإسراع في تنفيذ البرنامج، مؤكدا أن الهدف الأسمى هو الوصول إلى منتج جزائري تنافسي قادر على دخول الأسواق الإفريقية، مثلما تحقق سابقا في معرض التجارة البينية الإفريقية.

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *